الفريق الأخضر ينقصه
كثير من النضج الفني أو الأخلاقي كي يصبح ندا لعملاق مثل الفراعنة، وأثبت
أن "عوده أخضر" بالفعل وليس اسمه فقط، ولايزال أمامه مراحل طويلة "عشان
يستوي".مصر فريق ناضج، يصل إلى نهائي إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي،
والثامنة في التاريخ محققا رقم قياسي جديد في سجلات القارة بأداء ممتع
وأهداف ملعوبة. قوة الفراعنة تظهر في رجوعهم من التأخر أمام نيجيريا في الافتتاح وتسجيل
ثلاثية، ثم عودتهم من خسارة أمام الكاميرون بثلاثية أخرى، قبل تمزيق شباك
الفريق الأخضر برباعية مثلما فعل مع الأفيال قبل عامين.صلابة مصر تتلسمها في الحفاظ على التقدم وفرض إيقاعها على الأداء رغم
مواجهة عنف حقود بغرض الإيذاء، وفريق أنهى مباراة بثمانية لاعبين وهو رقم
كبير بالنسبة لما ارتكبوه من أخطاء سلوكية وفنية.عظمة أبناء شحاتة تتضح في الإطاحة بثلاثيات ورباعيات بفرق ستمثل إفريقيا
في نهائيات كأس العالم، وتستعد لمواجهة فريق رابع، لم يقدم حتى الآن ما
يشفع له ظهوره في هذه المناسبة الكبيرة، على الرغم من افتقاد اثنين من أهم
اللاعبين في إفريقيا للإصابة.شحاتة نفسه يرد عمليا يوما بعد يوم على من يتهمه بالحظ والدروشة عن طريق
التفوق على منافسيه واحدا بعد الآخر، ويدافع عن اختياراته التي سخر منها
البعض، بتقديم هداف جديد للبطولة يشارك فقط في الوقت المناسب من على مقاعد
البدلاء.
ولكن
الأكثر إثارة للشفقة ليس كل ما سبق، ولكن ظهور مدعي الروح الرياضية على
حقيقتهم، بالحصول على ثلاث بطاقات حمراء واستحقاق مثلها على الأقل بعد
تعمد الركل والضرب والإيذاء بشكل مبتذل عند تيقنهم من الخسارةهؤلاء هم المصريين ... فماذا عن الفريق الأخضر؟صاحب العود الأخضر دخل إلى مرحلة خروج المغلوب بعد تسجيل هدف يتيم في ثلاث
مباريات خاضها في مجموعته، وبعد خسارة مذلة أمام مالاوي، التي هاجم
الإعلام المصري فريقه بعد التعادل معها في لقاء ودي قبل انطلاق البطولة،
متهما إياها بأنها صاحبة "أداء عشوائي".فريق مهلهل تكتيكيا، ظهر بصورة ضعيفة في القاهرة حينما خسر بهدفين، وبصورة
مخجلة في بانجيلا عند الخسارة برباعية. وحتى حينما فاز على مصر، لم يكن
أدائه أفضل بقدر ما كان المصريون مفرطون في حقهم المشروع في التأهل في كأس
العالم على حسابهم.الأخضر "ماستواش" أيضا على مستوى التصريحات والتعامل مع الإعلام، فانطلقت
من أفراده تصريحات مثيرة للضحك عقب التأهل الصادم – لهم قبل غيرهم – إلى
كأس العالم. فمنهم من تباهى بفشل فريقه في بلوغ النسختين السابقتين من كأس إفريقيا
حينما قال إن مصر فازت بهما لأن الجزائر لم تكن حاضرة، وآخر قال إن زملائه
سحقوا المصريين "بهدف" في السودان! ترى ما رأيه في النتيجة الآن؟!ولكن الأكثر إثارة للشفقة ليس كل ما سبق، ولكن ظهور مدعي الروح الرياضية
على حقيقتهم، بالحصول على ثلاث بطاقات حمراء واستحقاق مثلها على الأقل بعد
تعمد الركل والضرب والإيذاء بشكل مبتذل عند تيقنهم من الخسارة.ومع كل ما سبق، ومع فرحتي الكبيرة باللقب السابع الذي يجري نحو أحضاننا،
لا أستطيع منع نفسي من الحزن لترك مكان مستحق في مونديال جنوب إفريقيا،
وإتاحة الفرصة لفريق "أخضر وماستواش" للعب فيها.